أسباب اجابة الدعاء

  • GoodDar

  • أسباب اجابة الدعاء



    إنّ الإنسان مهما بلغ من درجات العلم والقوة والمال يبقى ضعيفاً وعاجزاً عن تسيير أبسط شؤون حياته، إلّا أن تدركه رحمة الله -تعالى- وعنايته، والمؤمن حقاً يعلم أن كلّ خيرٍ أصابه وكلّ نجاح حقّقه هو من فضل الله -تعالى- عليه، بعكس الكافر أو الغافل الذي ينسب النجاح والدهاء لنفسه إذا حقّق مكسباً ما، وإذا أيقن الإنسان بضعفه وفقره اتّجه إلى ربّه عزّ وجلّ، يطلب منه القوة والحول، ويسأله أن يبصره في شؤون حياته، ويدبّر له أموره، ويُعينه على مصائب الحياة وصعوباتها، وذلك في الدّين هو الدعاء، وهو الصلة بين العبد وربه يسأله ما يريد، ويبثّ له همومه وحاجاته ليقضيها له. 
    والدعاء هو  أعظم العبادات و القربات التي يتقرّب بها العبد إلى ربه، ففي حديثٍ عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ، ثمَّ قال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)، فإذا توجّه العبد لربه بالدعاء، أيقن أنّه توجّه من فقيرٍ وضعيفٍ إلى غني وكريمٍ وقويّ يعينه ويهديه، ولقد حثّ الله -تعالى- عباده أن يسألوه في سائر شؤونهم، إذْ قال في كتابه الكريم: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).


    أسباب اجابة الدعاء

       ترصَّد لدعائك الأوقات الشريفة وتخيّر وقت الطلب :
    كعشيَّة عرفة من السنة، ورمضان من الأشهر، وخاصَّة العشر الأواخر منه، وبالأخص ليلة القدر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل، وبين الأذان والإقامة ،وعند سماع صوت الديك ،وعند التحام الصفوف في القتال ، وعند نزول الغيث 
     استغل حالات الضرورة والانكسار التي تمر بها في حياتك ، وساعات الضيق والشدة كالسفر، والمرض، أوكونك مظلوما،فإن القلب إذا مرت به هذه الأحوال دعا صاحبه دعاء الراغب الراهب المستكين .. الخاضع .. المتذلل الفقير الى ما عند ربه تبارك وتعالى ، بلسان الذلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق.

     اشهد مجالس الذكر :
     فالله تعالى يستجيب دعاء من يشهدون مجالس الذكر ويغفر لهم ببركة جلوسهم فيقول :(أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم " ، فيقول ملك من الملائكة :فيهم فلان ليس منهم وإنما جاء لحاجة ، "فيقول :هم القوم لا يشقى بهم جليسهم).
     أخلص لله في دعائك ولا تدعُ إلا الله سبحانه، فإن الدعاء عبادة من العبادات، بل هو من أشرف الطاعات وأفضلِ القربات، ولا يقبل الله من ذلك إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم.

     أحسن الظن بالله تعالى
     فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه)، فلا يمنعنَّك أخي من الدعاء ما تعلم من نفسك .
     احضر قلبك مع الدعاء ، وتدبَّر معاني ما تقول، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما تقدم:(واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلبٍ غافل لاه).

     لا تعتدي في الدعاء
     والاعتداء هو كل سؤال يناقض حكمة الله، أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره..
    أن تسأل الله تعالى ما لا يليق بك من منازل الأنبياء،أو تتنطَّع في السؤال بذكر تفاصيل يغني عنها العموم.

     الحمد والثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم  
    إذا دعوت الله تعالى فلتبدأ أولا : بحمده والثناء عليه تبارك وتعالى ثم بعدها : بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم ابدأ بعد ذلك في دعائك ومسألتك .

    استقبل القبلة
     استقبل القبلة، واختر أحسن الألفاظ وأنبلها وأجمعها للمعاني وأبينها، ولا أحسن مما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة، لأنها أكثر بركة، ولأنها جامعة للخير كله.
     ارفع يديك وابسط كفيك، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: (دعا النبي صلى الله عليه وسلم ثم رفع يديه، ورأيت بياض إبطيه).

    اخفض صوتك 
     اخفض صوتك في دعائك …. فان الداعي مناجٍ لربه تبارك وتعالى ، والله تعالى يعلم السر وأخفى.

     ادع الله بأسمائه الحسنى 
    لأنها حسنة في الأسماع والقلوب ، وهي تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وأفضاله ، (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا).

     توسَّل إلى الله بأعمالك الصالحة التي وفقك الله إليها
     فالعمل الصالح نعم الشفيع لصاحبه في الدنيا والآخرة إذا كان صاحبه مخلصاً فيه ، ولا تنسَ قصة أصحاب الصخرة الذين نجَّاهم الله بأعمالهم الصالحة الخالصة لوجهه الكريم .

    الالحاح في الدعاء
     كن عبداً ملحاحاً علي ربك سبحانه بتكرير ذكر ربوبيته، وهو أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء، فإن الإلحاح يدل على صدق الرغبة، والله تعالى يُحب المُلحِّين في الدعاء، وأعلم أن من يُكثر قرع الباب يوشك أن يُفتح له.