 |
| إخراج الجن من الجسد بالقرآن الكريم |
كيف أعرف أنني مصاب بمس شيطاني و كيف أتيقن من دخول الجني في جسدي ؟
هذا السؤال يعد بالنسبة لي أهم سؤال ، فمعرفة الداء هي نصف الدواء ، و لازال كثير من المرضى يتعالجون من المس الشيطاني أو من المس بالجن و هم غير ممسوسين ، خاصة عندما يعتمدون على معالجين فيهم الكذب و النصب و الاحتيال أو عندما يعتمدون على رقاة شرعيين لا كفاءة لهم و لا تجربة . هذه الحالة هي ما اصطلح عليها بين الرقاة الشرعيين بالمس الوهمي ، أو بالوهم بالمس ، فالتشخيص الصحيح هو بداية العلاج الصحيح .
إذن إخواني الكرام و أخواتي الكريمات علينا أن نعرف أولا هل أنت مصاب حقا بالمس الشيطاني أم لا ، و هل فعلا هناك جني يسكن في جسدك أم لا ، و لمعرفة ذلك فعليك أن تتبع نصائحي هذه و ذرك من الجاهلين الكاذبين الذين يطرحون عليك ألف سؤال و سؤال ليوهموك بأنهم يشخصون الحالة بهذه الأسئلة ، كهل ترى أفاعي في المنام و هل تتبعك الكلاب و هل ترى العقارب و الحيات ، و حسبنا الله و نعم الوكيل فيمن ينشر هذا الجهل و هذه الضلالات .
اعلم بارك الله فيك بأن الجن أو الشيطان المتسلط على الجسد خفي عن العين و الحواس ، قال الله سبحانه و تعالى : ( إنه يراكم هو قبيله من حيث لا ترونهم ) . فالجن و الشيطان المتلبس بالجسد لا يمكننا إدراكه إطلاقا بالعين المجردة و لا بالحواس كالشم و اللمس و السمع إلا إذا تغير شكله إلى الشكل البشري أو الحيواني ، و هذا قد شهدت له السنة النبوية الشريفة الصحيحة . إذن فلا يجوز لنا الحكم على الإنسان بأنه مصاب بالمس الشيطاني أو بالمس بالجن إلا بأدلة و قرائن . و من أكبر هذه الادلة و القرائن ما جاء في قوله تعالى : " الذين ياكلون الربا لا يوقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " . إذن فأهم إشارة يجب أن تحتكم لها لكي تعرف أنك مصاب بالمس أم لا هي التخبط ، و التخطب هنا لا أقصد به أن تقع للأرض بالضرورة ، فمجرد ارتعاد الفرائس في وقت الرقية دليل على أن الإنسان مصاب بمس شيطاني أو يسكنه الجن كما يقال ، و ليس أي ارتعاد يعني أنك مصاب بالمس الشيطاني أو أن الجن متلبس بك ، بل هناك اضطرابات معينة يعرفها الراقي المتمرس بتجربته و حنكته .
كيف تعرف أنك مصاب بالمس - فؤاد الشمالي
المس الشيطاني أنواع فما هو النوع الذي أنت مصاب به ؟
نعم إخواني الكرام فالمس الشيطاني أنواع ، و كل نوع من هذه الأنواع إلا و له طرق مفضلة في العلاج ، و قبل أن أبدأ في التفصيل في أنواع المس فإنني أنبه إلى أن الكثير من الإخوة الرقاة الشرعيين يفصلون و يتفرعون في التشخيص بغير حجة و لا دليل ، فقط ليتعالم بعضهم على بعض و هذا خلاف السنة . فهناك فعلا فروق بين حالة و حالة ، و لكن مع اختلاف هذه الحالات إلا أننا لا نستطيع إدراك جميع الفروق .
فهناك فرق بين المس الجزئي و الكلي ، فالمس الكلي يتحكم فيه الشيطان بالإنسي تحكما شبه كامل ، فقد يغيب الممسوس غيابا تاما وقت الرقية الشرعية و قد ينسى كل ما حصل له في وقت الرقية الشرعية ، و حتى لو تعرض للضرب أو للتعذيب في وقت الرقية الشرعية فإنه لا يشعر به و لا يبدو كأنه يتأثر ، و هناك المس الجزئي و هو أنواع كثيرة ، و المس الجزئي هو الذي لا يتمكن فيه الشيطان من الجسد كله ، فقد يشل الجسم وقت الرقية الشرعية مع حضور العقل و السمع ، و قد يشل جزء من الجسد دون غيره ، كالرجلين فقط أو اليدين فقط أو اللسان فقط ، و قد لا يشل الممسوس بالجن بل يفقد السيطرة على أعضائه ، فتراه يتخبط و يرتعد و يتحرك بدون إرادته و هذا هو الغالب ، و قد يكون حضور الجني و الإنسي مشتركا في وقت واحد ، كأن ينطق الشيطان على لسان الممسوس أو المصروع لحظة و ينطق الممسوس أو المصروع مرة أخرى في تناوب مستمر .
فالمس الكلي لابد فيه من الاستعانة بعد الله تبارك و تعالى بالراقي الشرعي ، لأن المريض لا يستطيع رقية نفسه وهو غائب عن الوعي ، كما أن المريض بالمس الكلي يمكن أن تطبق معه طرق أعنف للعلاج من المس الشيطاني و لإخراج الجني من الجسد .
ضوابط استخدام الضرب و العنف في إخراج الجني أو الشيطان من الجسد
أفضل الطرق الصحيحة لإخراج الجني المتلبس بالجسد و علاج حالات المس الشيطاني و الصرع :
إن أفضل الطرق التي تستخدم في علاج حالات المس و الصرع هي التي تكون صحيحة من الناحية الشرعية و لا تتسبب في أضرار جانبية للمريض ، و من خلال تجربتي في هذا الميدان فإنني أوصي باتباع هذه الخطوات إن شاء الله تعالى و الله و لي التوفيق .
في البداية يجب على المريض أن يركز في رقيته على القرآن فقط ، كأن يحضر لجلسات الرقية الشرعية عند راق شرعي متخصص ، بشرط أن يكون صاحب صدق و علم و خبرة . أو أن يرقيه أحد إخوانه أو أصدقائه أو ذويه عامة إن كان يحسن القراءة للقرآن الكريم ، و يجب أن تكون هذه الحصص محددة بوقت تقريبي كنصف ساعة للحصة أو ساعة إلا ربع أو ساعة كأبر تقدير ، و لا ينبغي استخدام العنف أو الضرب أو العطور أو الماء في البداية .
بعد ثلاثة أيام متتالية من الرقية الشرعية بالقرآن فقط ، يبدأ الراقي الشرعي بتفحص الحالة و معرفة تطورها بالرقية الشرعية ، فهناك من الممسوسين من تتأثر حالته إيجابيا ، و منهم من تسوء حالته في الظاهر ، فإن لمس الراقي المعالج أن المريض قد تحسنت حالته ، فلم يعد يصرع شرعا شديدا ، أو أن حضور الجني الصارع فيه أو الشيطان المتلبس به أصبح قليلا أو أن الأضرار الجسدية التي تقع للمريض في وقت الرقية الشرعية قد خفت فعليه حينها أن يضيف في رقيته الماء كوسيلة من وسائل العلاج . فالماء المرقي جيد جدا للمريض بالمس أو العين أو السحر على حد سواء ، فإن استخدمه الراقي الشرعي كوسيلة لطرد الجني المتلبس بالجسد و لإخراج الشيطان من الذات فإنه سيكون ذا تأثير واضح إن شاء الله تعالى . و من أهم ما يجب أن يفعله الراقي الشرعي بالماء هو أن يرقيه و يصبه عليه أحيانا في وقت الحصة و أن يعطيه منه نصيبا ليشربه طوال أيام الأسبوع و أن يحضر له ماء آخر للاغتسال به . و هذا الماء سيساهم في إضعاف الجني المتلبس بالجسد و سيقلل من تصرفات الشيطان عند المريض الممسوس بالجن .
يجب على الراقي الشرعي المتمكن أن لا يحاور الجني و الشيطان وقت الرقية الشرعية ، بل السنة تقتضي قول كلمة أخرج عدو الله فقط ، و لا يجوز تصديق الجني و الشيطان في كلامه ، فقد يستفيض بعض الرقاة الشرعيين في الحوار مع الجني المتلبس بالجسد ، مما يعطي القوة للشيطان من خلال كذبه و تغليطه ، فيتهم الشيطان بعض أفراد العائلة بأنهم من فعلوا السحر حتى يدخل هذا الجني لجسد هذا المريض ، أو يكذب في سرد قصة دخوله ، أو يشترط شروطا كي يخرج ، و كل هذا ليس من الحق في شيء ..
المثابرة و الاستمرار من أهم شروط نجاح الرقية الشرعية في أخراج الجني من الجسد و طرده عنه ، فالشيطان المتلبس بالجسد عنده حيل ، فقد يمثل دور الضعيف ، و قد يظهر للناس أنه خرج و لكنه مستقر في خفاء في الجسد ، فيجب هنا أن يقوم الراقي الشرعي باختباره ، كأن يغير طرق الرقية الشرعية ، بأن يضيف فيها العطور و الروائح و الماء المالح و الحلتيت و المسك و غيره ، و حتى لو ظهرت علامات الشفاء من المس فعلى الممسوس أن يستمر في الرقية لزمن كاف يؤكد له أنه فعلا قد تشافى بإذن الله تعالى من حالة المس التي كان قد أصيب بها .