أهلا و سهلا بكم في مدونة فؤاد الشمالي للرقية الشرعية و علومها ، و اليوم سنناقش موضوعا غاية في الأهمية للمهتمين بالرقية الشرعية في المغرب و خارج المغرب ، و هو موضوع الجن العاشق أو الشيطان العاشق . فالكثير من الناس يسألونني عن الجن العاىشق و عن أعراضه و طرق علاجه ، و أجد نفسي مضطرا لنصحهم بترك هذا المعتقد و عدم تصديق هذه الخرافات المتعلقة بالجن العاشق و الشيطان العاشق ، و للأسف الشديد أجد أن غالبية الناس يؤمنون بهذا الجني العاشق إيمانا راسها حتى و إن لم يكن عليه دليل من القرآن و لا من السنة الشريفة ، بل دليلهم هي مقاطع الرقاة الشرعيين المغاربة و غير المغاربة . فيقولون لي إن الراقي المغربي فلان بن فلان هو من أشهر الرقاة في العالم و يقول بأن الجن العاشق موجود و حقيقة . و يقولون بأن الرقاة الفلانيين يشخصون حالات المس و العاشق من خلال أعراض ، و الجواب عن هذا الادعاء سهل و بسيط . فأولا : العبرة بالحجة و الدليل ، فمن قال بأن الله قد خلق جنيا اسمه الجن العاشق أو مسا اسمه المس العاشق فليأت لنا بالدليل . ثانيا : قل لي من تقلد أقل لك من أنت ، فانا شخصيا أقلد محمدا صلى الله عليه و سلم ، فمن تقلدون أنتم ؟ فإن كان هذا الشخص الذي تقلدونه يقلد محمدا صلى الله عليه و سلم فليأت لنا بالحجة و الدليل من السنة النبوية فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم يتكلم عن الجن العاشق و عن أعراضه و علاجه و غير ذلك . و صدقوني فإنني حاصل على الإجازة في الدراسات الإسلامية في مسار القرآن و الحديث و أمضيت من عمري عشر سنين خطيبا أقدم للناس دروسا حول القرآن و السنة ، و بحث الإجازة الذي قدمته للجامعة كان حول الرقية الشرعية ، و لم أجد ولو حديثا صحيحا واحدا يتحدث عن الجن العاشق ، أو عن الشيطان العاشق أو عن المس العاشق ، فكما قال الله تعالى : ' إن هي إلا أسماء سميتموها انتم و آباؤكم ، ما أنزل الله بها من سلطان ' . فالجن جن ، و المس مس و الشيطان شيطان ، و لا فرق بين الجن و الجن إلا بما فرق الله و رسوله صلى الله عليه و سلم ، فقال تعالى في سورة الجن : ( و إنا منا الصالحون و منا دون ذلك ، كنا طرائق قددا ) و قال كذلك في نفس السورة : ( و إنا منا المسلمون و منا القاسطون ) . و قال الله تعالى : ( و إنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا و شهبا ) . و بين النبي أصناف الجن فقال عليه الصلاة و السلام : (الجن ثلاثة أصناف : صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء و صنف حيات و كلاب و صنف يحلون و يظعنون ) ، و لم يذكر صلى الله عليه و سلم الجن العاشق و لا الشيطان اللعاشق و لا المس العاشق . و أترككم الآن مع هذا المقطع الصغير الذي أوضح فيه ذلك و الله و لي التوفيق
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته