أسباب ضيق الرزق وطرق علاجه

  • GoodDar


  • أسباب ضيق الرزق 

    وطرق علاجه 




    مفهوم الرزق 


    الرزق هو كل ما ينتفع به من المال أو الجاه أو السلطان أو الصحة أو الملبس أو المسكن أو الذرية أو العلم. ويشمل العطاء الدنيوى والأخروى

    إن المتبادر إلى ذهن كثير من المسلمين اليوم حين يسمعون عن توسعة الله تعالى على فلان أو غيره في الرزق , هو المعنى المادي فحسب , حيث لا يشكون لحظة أن المقصود هو كثرة المال والأمور المادية المشابهة , ولا يخطر ببال أحدهم غير هذا المعنى , إلا من رحم الله ممن آتاه الله علما وفهما وفقها في الدين .

    والحقيقة أنه قد يكون المقصود بهذه العبارة – بالإضافة لكثرة الرزق المادي – أمور أخرى معنوية هي أهم من المال والمتاع المادي , فقد يكون المقصود الإيمان الصحيح السليم من البدع والمنكرات والشبهات , والذي هو في الحقيقة سبيل النجاة يوم القيامة , أو العلم الذي يبصر الإنسان بحقائق الأشياء , ويرشده إلى ما فيه صلاحه في الدنيا وفلاحه في الآخرة , أو الزوجة الصالحة أو الولد الصالح ....أو غير ذلك من الأمور المعنوية .

    قال ابن منظور في لسان العرب : الرزق : هو ما تقوم به حياة كل كائن حي مادي كان أو معنوي , وهو ما يشير إلى المفهوم الواسع لمعنى الرزق في لغة العرب وفي الاصطلاح الشرعي . 

    إن من أهم آثار قصر مفهوم الرزق على الأمور المادية - والمال بشكل خاص - هو غفلة كثير من المسلمين عن ما رزقهم الله تعالى من أرزاق معنوية ظنوا بسبب فهمهم الخاطئ أنها لا تدخل في مفهوم الرزق , فظنوا أن الله حرمهم الرزق ومنحه لآخرين , بينما الحقيقة أن ما منّ الله به عليهم من رزق في الإيمان والعلم .......وغير ذلك مما هو باق , يفوق بأضعاف مضاعفة ما رزق غيرهم من مال ومتاع مادي زائل . 

    وبالمقابل فإن إدراك المسلمين للمفهوم الإسلامي الشامل للرزق له نتائجه وآثاره الإيجابية , حيث يسود الرضى عن الله تعالى , وتلهج الألسنة والأفئدة بشكره على نعمه الظاهرة والباطنة , ورزقه الواسع في جميع المجالات المادية والمعنوية . 




    أسباب ضيق الرزق



    المعاصي والذُّنوب
    فقَد يُحرَمُ العبدُ رِزقاً مَكتوباً لهُ بذنبٍ يأتيهِ أو معصِيةً يستَهينُ بِها، فعن ثوبانَ مولى رسولِ الله عن الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أنَّهُ قال: (إنَّ الرَّجلَ ليُحرمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصيبُه) فإنَّ العَبدُ يُحرَمُ الرِّزقَ جزاءً بِما ارتَكبَ من المعاصي والذُّنوبِ أو يُحرَمُ برَكتَه، فلا يأتيهِ رِزقَهُ إلَّا مُنغَّصاً مَنزوعَ البَرَكةِ.


    الغفلة عن ذكر الله تعالى
    حيث إنّ الإنسان الّذي تلهيه شهوات الدّنيا وتأخذه متع الحياة وتبعده عن الهدف الحقيقيّ الّذي خلق لأجله وهو عبادة الله تعالى فهو في غفلة، فالعبد الّذي ينشغل بتحصيل قوت يومه ورزقه والبحث عن لقمة العيش عن ذكر الله تعالى وأداء العبادات والفرائض الّتي أمرنا بها الله تعالى يضيق عليه رزقه، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)


    قَطعُ الرَّحم
    فصِلَةُ الرَّحمِ من الطَّاعاتِ الجالِبةِ للرِّزقِ والبركةِ وقطيعةُ الرَّحمِ مَفسَدةٌ وظُلمٌ ومعصيةٌ تستَدعي تعطيلَ الرِّزقِ ومَنعِه، عن أنس بن مالك رَضِيَ الله عنهُ أنَّ رَسولَ الله عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ قال: (مَن أحَبَّ أنْ يُبسَطَ له في رزقِه ويُنسَأَ له في أجَلِه فلْيتَّقِ اللهَ ولْيصِلْ رحِمَه).


    الزنا 
    الزنا اثم كبير وأحد أسباب ضيق الرزق وذلك وفقاً لما ذكر في القرأن والسنة النبوية .
    قال تعالي : ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) الإسراء ﴾
    عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
    (( في الزنا ست خصال، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، أما اللواتي في الدنيا فيذهب ببهاء لوجه، ويورث الفقر، وينقص العمر، وأما اللاتي في الآخرة فيورث السخط وسوء الحساب والخلود في النار ))


    عدم إخراج الزكاء 
    من الأمور المانعة للرزق عدم إخراج الزكاء قال تعالي ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ (65) سورة الأنعام﴾


    الغش في الميزان 
    عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: أقبل علينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: (يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم يُنقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) رواه ابن ماجه في سننه.)
    نهي النبي صلي الله عليه وسلم من الغش والتلاعب في الميزان لأنه يؤدي إلي العديد من العقوبات ومنها ضيق الرزق ومنع سقوط المطر ويسلط الله عليهم الحاكم الظالم .


    عدم التوكل علي الله 
    حسن التوكل علي الله عند قضاء المصالح المختلفة والإيمان القوي بأن الله هو الرازق والمانع والمعطي أحد الأمور الهامة التي تؤدي إلي سعة الرزق . لذلك عند مخالفة هذا تعاني من ضيق الرزق .
    عن عمر بن الخطاب رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ ، تَغْدُو خِمَاصًا ، وَتَرُوحُ بِطَانًا ) رواه الترمذي (2344) ، وابن ماجه (4164) ، وصححه الألباني في ” صحيح الترمذي 




    علاج ضيق الرزق

    تجنب الاسباب السالفة الذكر التي قلنا على انها تحول بين المرأ ورزقه


    الحرص على تقوى الله تعالى 
    فالتقوى سبب من أسباب الرزق فقد قال الله تعالى: "ومن يتّق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب"، وتكون تقوى الله بالحرص على الطعات واجتناب المعاصي في السر والعلن.


    كثرة الاستغفار
    الاستغفار من أهمّ أسباب الرزق الكثير، إذ إنّ من يلتزم بالاستغفار يبارك الله سبحانته وتعالى له في رزقه ويرزقه من حيث لا يحتسب، وذلك لقوله سبحانه وتعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا *وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) 


    شكر الله
    حيث قال الله: (لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم) [إبراهيم:7] فالرزق مقرونٌ إذاً بالشكر الذي هو تعبيرٌ منّا عن إحساسنا بفضل الله علينا


    صلة الرحم 
    يُقصد بصلة الرحم أي زيارة الأقارب من الأرحام، وهم: الوالدان، والأجداد، والإخوة، والأخوات، والأعمام، والعمات، والأخوال، والخالات، وجميع الرحم المتصلين بصلة قرابة أو نسب، إذ إنّ صلة الأرحام وزيارتهم تُعدّ من أهمّ أسباب البركة في الرزق، كما أنّها سبب في بركة العمر أيضاً، وذلك لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (مَن أحبَّ أن يبسُطَ لَه في رزقِه ، ويُنسَأَ لَه في أثَرِه، فليَصِلْ رَحِمَهُ) [صحيح البخاري].


    الإنفاق في سبيل الله
    كثرة الإنفاق في سبيل الله سواء كان هذا الإنفاق صدقات في سبيل الله، أو كفالة يتيم، أو التصدق على الفقراء والمحتاجين، أو الإنفاق على طلبة العلم يُعدّ سبباً من أسباب الرزق الوفير المبارك.


    الزواج
    الزواج نعمة عظيمة، ومنافعه جَمة؛ سواء على مستوى الفرد، أو على الأمة جمعاء، وربُّ العزة وعد بإغناء الفقير بتزويجه، فقال عز من قائل: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾



    التبكير في طلب الرزق
    حيث روي عن عبد الله بن عمر أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (بُورِكَ لأُمَّتِي في بُكورِها)،[٨] فعلى الإنسان أن يسعى منذ الصباح لتحصيل رزقه؛ لحصول البركة في ذلك الوقت، كما ورد في الحديث الشريف.