الحجامة وفوائدها

  • GoodDar


  • الحجامة وفوائدها


         تعريف الحجامة 

    هي تحجيم الدم في الكمّ والكيف المناسب واللائق بالصحة ، مما يقتضي استخراجه إن كان فاسدا أو زائدًا ، وهي علميّا نوعٌ من الجراحة التي تحجم موضع الداء ثم تستخرج دمًا فاسدًا يكون فيه سبب الداء ، أو فيه إنتان بؤري يهدّد حياة الإنسان أو تخفّف من وطأة الدم وهيجانه مما يريح القلب والكبد والكلى والرئتين وكل خلايا الجسم ، مع تنشيط مراكز الطاقة في الإنسان.


    فهي قديمة العهد وسنة إلهية ، طبقها الأنبياء الكرام وأوصوا بها الناس ، وجاء الإسلام فأقر تلك الممارسة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم أحياها بعد موت ذِكْرها ، وطبَّقها بأصولها ، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجَّام أجره، كما أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على الحجامة، فقال : ( إنّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِه الْحِجَامَةُ ) . 

    وله الفضل في سنِّها للمسلمين وللعالمين أجمعين ، إلاَّ أنها وبعد عصر مديد من انتقال الرسول (ص) نُسِيت قوانينها نتيجة الإهمال والاستهتار والتجاوزات شيئاً فشيئاً ، حتى اندثرت هذه القوانين وضاعت إلاَّ ما ندر منها ، وهناك أيدٍ أثيمة دسَّت الكثير عليها، فأقلع الناس عن الحجامة ونسوها ، صحيح أن قسماً قليلاً من الناس كانوا ينفذوها ، لكن وللأسف ما كانوا ليستفيدوا منها الفائدة المرجوَّة فأقلع الناس عنها ، لأنهم لم يلمسوا فائدتها المبتغاة ، وذلك لعدم تنفيذها ضمن الضوابط المشروعة لها ، عالجوا بها شتاءً ، صيفاً، أو بعد بذل مجهود وتعب جسمي ، أو بعد تناول الطعام ، وفي الأعوام الأخيرة ، عادت تلك السنة النبوية بقوة ، نعم .. لقد عاد هذا الفن العلاجي الطبي ، فصار للحجامة الانتشار الواسع في الكثير من البلاد والعباد، وذلك لما وجدوا وجنوا من فائدة عملية عظيمة نفسية وجسدية، وتكاثر الناس عليها جداً في السنوات الأخيرة لِمَا تحقَّق بها من معجزات شفاء لأمراض العصر المستعصية كالسرطان والشلل والقلب القاتل والناعور والشقيقة وغيرها كثير ..

         أنواع الحجامة 

    1- الحجامة الجافة نوع يعمل على تغيير ضغط الدم في الجسم، ويختلف عن غيره من أنواع الحجامة بأنه لا يكون فيه تسريب أو تشريط لخروج الدم الفاسد، بل يعتمد على تغيير ضغط الجسم الداخلي والخارجي. وتُستخدم في هذه الطريقة كأس زجاجية توضع على مكان معين في الجسم، ويفرغ الهواء بجهاز شفط مخصص.

    2- الحجامة الرطبة وهي النوع الأشهر والمعروفة منذ القدم، وتعتمد هذه الطريقة على إخراج الدم الفاسد المحمل بالسموم وبقايا الأدوية والشوائب الضارة في الدم إلى خارجه، وتعمل على تنقية الدم من هذه السموم، ما يجعل تدفق الدم أقوى وينشط الجسم لإنتاج المزيد من كريات الدم الحمراء.

    3- الحجامة المتزحلقة أو تعرف بالحجامة الانزلاقية حيث يجمع هذا النوع ما بين الحجامة الرطبة والجافة، وتدهن مواضع الحجامة بالزيت مثل زيت الزيتون أو زيت النعناع، ثم يحرك كوب الحجامة لتجميع الدم الفاسد تحت الجلد.


         فوائد  الحجامة 

    قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن في الحجم شفاء . 

    قام فريق طبي مكون من 15 طبيبا من كلية الطب بجامعة دمشق بإجراء الحجامة لأكثر من 300 شخص ، اعتمد فيها على أخذ عينات من الدم الوريدي قبل وبعد الحجامة، وبعد إخضاع هذه العينات لدراسات مخبرية كاملة تم التوصل إلى نتائج مذهلة !!

    كانت النتائج أشبه بالخيال : فقد لوحظ فيها اعتدال في ضغط الدم والنبض وانخفاض في كمية السكر في الدم، وارتفاع عدد الكريات الحمر بشكل طبيعي، وارتفاع في عدد الكريات البيض، وزيادة عدد الصفيحات الدموية، كما لوحظ اعتدال شوارد الحديد بالدم، واعتدال السعة الرابطة بين الحجامة وانخفاض كمية الشحوم الثلاثية في الدم، وانخفاض الكوليسترول عند الأشخاص المصابين بارتفاعه ، فسبحان الله .


    ولعظم فوائد الحجامة ، يلاحظ أي باحث بأنّ الحجامة استخدمت في الطب الحديث على نطاقٍ واسعٍ ، حتى لا تكاد تصدر مجلة طبية أو كتاب طبي في علم وظائف الأعضاء أو العلاجات ، إلا وذكر لها فوائد واستعمالات وآلات ، وطوّرت الشركات المختصة بإنتاج الآلات الطبية وسائل الحجامة ، بل وأنتجت حقيبة خاصة لآلات الحجامة .

    كعلاج ضغط الدم ، والتهاب عضلة القلب ، وذلك بحجم منطقة ما تحت عظمة الترقوة اليسرى .. والتهاب الغشاء المبطن للقلب ، وتخفيف آلام الذبحة الصدرية . 

    كما استخدمت في علاج أمراض الصّدر والقصبة الهوائية ، وكذلك آلام المرارة والأمعاء ، وآلام الخصية ، وعولج بالحجامة من كان يشكو من صداع الرأس والعيون وآلام الرقبة والبطن وآلام الروماتيزم في العضلات والروماتيزم المزمن ، كما عولج لها حالات انقطاع الطمث الأولي الثانوي عند النساء .. ومن ناحية أخرى تنفرد الحجامة في حالات تنفع فيها وتخفّف الآلام ، وليس لها أي مضاعفات جانبية " .