فوائد المطالعة

  • GoodDar
  •    فوائد المطالعة


    مفهوم المطالعة 
    المطالعة هي مفتاح الوصول الى مختلف فروع المعرفة الإنسانية، وهي من الوسائل الأساسية لتحقيق التعلم الذاتي، والمستمر لكافة أفراد المجتمع، لأنها تمكنهم من مواكبة الأحداث العالمية، وتجديد معلوماتهم و تطويرها بصفة مستمرة، بالإضافة الى توسيع آفاقهم العلمية، وبناء شخصياتهم المستقلة ....
    والتعود على المطالعة ليس بالأمر السهل ولا الهين، حيث انها عملية تدريجية شديدة التعقيد، وتتأثر بمجموعة من العوامل والظروف الخارجية التي تحيط بالقارئ ، وهي مهارة شديدة الارتباط بالتعليم الذي يتلقاه الأفراد في المدرسة – حيث أن التعبير والقراءة والكتابة هما أهم المهارات تحرص المدرسة على إكسابهم للتلاميذ في السنوات الاولى من الدراسة ، نظرا لأهميتهم في عملية التعلم واكتساب المعارف فيما بعد.

    وتعلم القراءة ليس هدفا في حد ذاته ، انما هو لغرض تسهيل اكتساب المعارف والمعلومات من مختلف مصادرها ، والاطلاع عليها، وبالتالــــي فإن اكتسـاب مهارة القراءة وسيلة تمكن الفرد من الاطلاع على المعلومات لمختلف أنواعها لغرض التثقيف، الدراسة ، والتعلم، البحث أو الترويح عن النفس....
    لذلك يمكننا القول بأن تعلم أو اكتساب مهارة القراءة والتعود عليها هو تمهيد للوصول الى مرحلة أرقى درجة وهي المطالعة التي يمارسها الفرد كسلوك عادي ضمن نشاطاته اليومية ، والتي لها اثر كبير على تنمية مختلف جوانب حياتها. ومن خلال البحوث التربوية الحديثة أصبحت القراءة تعرف على أنها فكرية، عقليــــة، ترمي الى الفهم " أي ترجمة الرموز إلى مدلولاتها من الأفكار ، وبالتالي فالقراءة ليست عملية ميكانيكية بحتة يقتضي فيها ان الأمر على مجرد التعرف على الحروف والنطق بها، بل هي عملية معقدة تستلزم الفهم، الربط، التنظيم، التقويم والاستنتاج، وهذه العمليات العقلية هي التي تبنى عليها القراءة السليمة المثمرة، و إلا فما فائدة أن نقرأ كتابا أو صحيفة، ثم ننسى كل ما قرأناه بمجرد غلق هذا الكتاب.




       فوائد المطالعة

       تحفيز ذهني:
     قد أوضحت الدراسات أن بقاء الانسان بحالة التحفيز الذهني يعمل على تباطؤ أو منع حدوث مرض الزهايمر أو فقدان الذاكرة، فإن المخ كأي عضلة داخل جسم الانسان يحتاج للتمارين حتى يحافظ على قوته العقلية وصحته، لهذا إن القراءة والقيام بحل الألغاز أو ممارسة ألعاب الشطرنج أو غيرها يؤدي لهذا التحفيز الذهني. 

       تقلل من الإجهاد: 
    إن كم الإجهاد الذي تتعرضوا له في عملكم أو خلال علاقاتكم الشخصية أو المشاكل الأخرى التي قد تواجهونها في حياتكم اليومية، كل هذا سوف يتلاشى بمجرد اندماجكم في أي رواية جيدة أو أي مقالة جيدة، فإن هذا سوف يبعد تركيزكم عن أي إجهاد أو مشاكل وسوف يسمح لكم بالاسترخاء. 


       زيادة المعرفة:
     كل ما تقومون بقراءته يملأ داخل عقلكم بالكثير من المعلومات التي لا يمكنكم أن تعلموا متى سوف تكون مفيدة، وكلما تزيد المعرفة التي تمتلكونها كلما تزيد قدراتكم في التعامل مع أي تحدي تواجهوه.

       تزيد من المفردات:
     كلما يزيد معدل قراءتكم كلما تزداد المفردات التي تكتسبوها وقد أصبح استخدامها أُثناء الحديث أمر أساسي، فالشخص المثقف والمتحدث بشكل جيد يستفيد من نجاحه في أي وظيفة وتزداد من ثقته بنفسه، فإن الأشخاص اللذين يقومون بالقراءة كثيراً ويقومون بالتحدث بشكل جيد ولديهم الكثير من المعرفة في العديد من المواضيع المختلفة يحصلوا على الترقيات بشكل أسرع من غيرهم لأنهم لا يمتلكون المحصلة اللغوية بشكل جيد.

      يساعد في تحسين الذاكرة: 
    عند قراءتكم لكتاب معين تتذكروا الشخصيات وتاريخهم وطموحهم وبعضاً من التفاصيل الدقيقة وتذكر حبكة القصة، وهذا سوف يحدث عند قراءتكم لكل قصة، فسهل جداً على دماغ الانسان أن تتذكر كل ذلك، والمدهش أن كل قصة أو كتاب جديد تتم قراءته يقوم بتوليد مسارات عصبية جديدة داخل الدماغ وتعمل على تقوية كل المسارات الموجودة في الدماغ سابقاً وهذا سيساهم في استعادتكم للذاكرة ومزاجكم سيستقر.

     القراءة تساعد في تقوية مهارات التفكير: 
    هل قد سبق لكم وأن قمتم بقراءة رواية ذات غموض وتوصلتم لحل هذا الغموض بنفسكم قبل أن تنتهوا من قراءة الكتاب؟ إذا كانت الاجابة بنعم فهذا معناه أنكم قد استطعتم توظيف تفكيركم التحليلي من خلال ملاحظة أي تفاصيل وترتيب هذه التفاصيل حتى تقومون بتحديد الأحداث، هذه القدرة على التحليل مفيدة جداً لحل أي حبكة في القصص وتحديد أي من الروايات هي الجيدة.


     زيادة التركيز: 
    في هذا العالم المهووس بالنت يتوزع انتباه الملايين من الناس حول اتجاهات مختلفة لأن الجميع يقومون بتأدية مهام مختلفة يومياً، فعلى سبيل المثال في 5 دقائق سوف يقوم الشخص بتقسيم هذه المدة بين أداءه مهمة خاصة بالعمل والقيام بمراجعة بريده الوارد أو يحادث أصدقائه من خلال الانترنت أو قيامه بمتابعة أجدد التحديثات على تويتر ومتابعة هاتفه ومحادثته لزملاء العمل. هذا السلوك يتشابه مع أعراض مرض اضطراب التركيز مع فرط نشاط وخفض الانتاج، لكن قراءة الكتب تساعد في زيادة التركيز، حاولوا أن تقوموا بالقراءة لمدة من 15 إلى 20 دقيقة قبل عملكم وستتفاجئون من زيادة التركيز.
     
     تحسين مهاراتكم الكتابية:
     تزيد المهارات الكتابية بزيادة المفردات وبقراءة كتب ومقالات جيدة، لما للقراء من أثر على مهارات الشخص الكتابية كملاحظته للإيقاع أو أساليب الكتابة مثل ما يؤثر الموسيقيون على بعضهم، فإن الكتاب العظماء يقومون بالتأثير على غيرهم.

      هدوء: 
    بالإضافة للاسترخاء الذي يرتبط بقراءة الكتب الجيدة احتمال أيضاً أن يكون الموضوع الذي قمتم بقراءته يبعث على أنفسكم طمأنينة وهدوء، فإن قراءة نصوص روحانية تقلل من ضغط الدم وتعطي شعور بالهدوء، كما أُنه قد ظهر حديثاً أن قراءة الكتب الخاصة بتنمية الذات تعمل على مساعدة الأشخاص اللذين يعانوا من اضطراب مزاجهم أو من مرض عقلي.
      
       متعة بشكل مجاني:
     على الرغم من أن كثيراً يحبون شراء العديد من الكتب والأمر يعتبر شيء مُكلف، يمكنكم استعارة بعض الكتب من أي مكتبات محلية أو تستطيعون تحميل الكتب من خلال الانترنت فإن هناك كثير من المصادر التي توفر الآلاف من الكتب.

       تقوية وصلات الدماغ العصبية:
     القِراءة من أهم الأنشطة التي تعمل على تحفيز دماغ الإنسان حتى يقوم بوظائفه، كما أنها تعمل على تطوير قدرة العقل على التّحليل وقدرته على التواصل خصوصاً عند الأطفال والقراءة تقوم بتقوية الوصلات العصبية. 
     
     شدة التركيز:
     تعتبر القراءة من أهم الأنشطة الذهنية التي تعمل على زيادة التركيز للقراء؛ فقراءة النصوص والقيام بتحليلها والتأمل بها والتفكير فيها يساعد في تنمية مهارات الأشخاص التأملية والتعبيرية سواء كانت شفوية أو كتابية، ثم تقوم برفع المستويات للتركيز للشخص.
      
      تطوير قدرات الانسان الإبداعية:
     لقد قام الكثير من المختصين بالصحة العقليَّة بربط تطور قدرات الانسان الإبداعية بمعدل القراءة، وقد وجدوا أنها علاقة طردية حيث أن القراءة والمُطالعة تجعل القراء يتمكنون من التفكير بطريقة ليست معتادة؛ وهذا نظراً لتعدد ثقافاتهم وتجديدها. 

     تعمل القراءة على تنشيط الذاكرة: 
    تعد القراءة نشاط في الدماغ يعمل على زيادة النشاط الذهني للقراء، كما أنه يعمل على تعزيز كل مهارات العقل، ويعمل على تقليل فقدان الذاكرة ويبعد إصابتهم بالزهايمر، وقد وجدوا المختصين أيضاً القراء الذين يصابون بالزهايمر في وقت متأخر بالمقارنة مع اللذين لا يقرأون.
      
     تساعد القراءة على مقاومة التوتر أو الاكتئاب:
     القراءة تعمل على تقليل معدلات الإصابة بالاكتئاب والتوتر، وهذا لأنها تعمل على تقليل الأفكار السلبية الّتي قد يكون القراء قد اكتسبوها من المجتمع ومن تجاربهم في الحياة الشخصية، كما أن القراءة تعمر على الحد من الإصابة بالأمراض العصبية على سبيل المثال: الأرق أو الصداع، وحتى تقاوموا الاكتئاب يمكنكم أن تقوموا بوضع خطة استراتيجية للقراءة وللكتب التي تودون قراءتها في كل المجالات التي تحبونها. 

     تساعد القراءة في تحفيز ذهن القارئ:
     عوامل تحفيز العقل تختلف من شخص إلى آخر، وتعتبر القراءة من أهم محفزات الذهن، فإن استقبال العقل لمعلومات جديدة واستيعابها وأن يقوم بتحليلها من يقوم بتحفيز العقل على عمله، ولهذا ينصح بأن تتجنبوا قِراءة كتب تحتاج لجهد عقلي كبير في فترة ما قبل النوم، فالعقل في خلال هذه الفترة يهيئ إلى نفسه دخوله في حالة الخمول.